( من 23 يوليو - الى 22 اغسطس )
برج الاسد
الصفات العامة لبرج الأسد
لا أحد يجهل أن حيوان الأسد ملك الوحوش عامة . وإذاً فلا بد من أن يكون
الرجل الذي استحق لقب الأسد زعيم أهله وعشيرته أو ملكاً على بيته
وعائلته على أقل تقدير . إن جميع الدلائل تشير في الواقع إلى أن مواليد
برج الأسد يتمتعون بجميع صفات الزعامة والسلطة , وأن في مظهرهم العام
الكثير مما عند ملك الغاب وإن كانوا في بعض الأحيان يبدون كالهررة
المسكينة . لكن هذه المظاهر يجب أن لا تغر أحداً . حتى أكثرهم صمتاً
وهدوءاً واستكانة يظل في قرارة نفسه أسداً متعالياً متكبراً يتحين
الفرصة لاعتلاء العرش وفرض السلطة بالصورة التي يريد .
نظرة إلى أحد مواليد برج الأسد – رجلاً كان أو امرأة – تـُرينا إياه
أشبه شيء بالأسد أو اللبؤة الحقيقية . فمن نظراته الكسلى , إلى شعره
الكثيف الذي يُتوج رأسه , إلى خطواته الصامتة المنزلقة , إلى مهابته
وقدره , كل شيء فيه تقريباً يذكرنا بذلك الحيوان العظيم . إذا مشى
فبتؤدة , وإذا تكلم فبهدوء ورزانة , وإذا التفت نحو الآخرين بدت قسماته
إمارات التعالي والوقار . وجوده في أي مجلس يُلفت إليه الانتباه سواء
تحدث أو لم تحدث , ومعظم الناس يشعرون تجاهه بالهيبة حتى وهو في الهزار
والمزاح . شعر رجل برج الأسد متموج ومصفف بطريقة أقرب إلى الفوضى منها
إلى التنسيق . أما أنثى الأسد فتتمتع بعينين عذوبتهما لا توصف وإن كان
يتطاير منهما الشرر بين الحين والآخر .
يجيد مولود برج الأسد تنظيم الأعمال وتوزيعها على الآخرين بصورة تحفظ
له حق معالجة القضايا الأساسية دون القضايا الهامشية أو التي لا طائل
منها . إذا أمر أطيع حالاً , وإذا أبدى رأيه عنى كل كلمة . صريح في
توجيه النقد والثناء على حد سواء , ومهما تبدلت لهجته ودوافعها تبقى
لكلماته أقوى الأثر .
كرم مواليد برج الأسد يُعيد إلى الأذهان ذكرى العصور الغابرة حيث كان
الملوك والأمراء يعيشون حياة البذخ والإسراف . إذا دعوا إلى مائدتهم
قدموا الطعام والشراب بكثرة وأحاطوا مدعوينهم بكل ضروب الوجاهة والعز .
من الطبيعي أن يتعرض بعضهم للخسائر المادية , حتى للإفلاس , بين الفترة
والأخرى . ومع ذلك يرفضون المساعدة ولا يقبلونها إلا مُكرهين وفي حالات
استـثـنائية . ومقابل ذلك لا يردون محتاجاً ولو اضطروا إلى الاستدانة
من أجله .
حب المقامرة في دمائهم والتبذير عندهم هواية ولذة والحرص لغة يجهلونها
. كثيراً ما يُحمّلون أنفسهم فوق طاقتها مما يؤدي بهم أحياناً إلى
التأفف والشكوى . ومع ذلك يأبون الاتكال على الغير أو التـنازل عن زمام
القيادة لأحد . وإذا تلقوا النصح ضربوا به عرض الحائط ليقينهم أنهم
أعلى شأناً من الجميع فلا يجوز لهم الاعتراف بأن غيرهم أعلى منهم .
أينما وُجد مولود برج الأسد وُجدت النساء الجميلات أو على الأقل امرأة
واحدة جميلة . فهو إما مرتبط أو يوشك أن يرتبط , أو عاشق أو مشرف على
العشق , أو خارج للتو من محنة عاطفية . على كل حال من الصعب جداً إيجاد
عازب أو أرمل ينتمي إلى هذا البرج لأن غياب العاطفة عن دنياه مُرادف في
نظره للعدم . ولا يمنع ذلك أن تـتـقوض حياته العاطفية أحياناً بسبب
كبريائه الشديد ولكنه يُواجه مشاكله بالشجاعة والتـفاؤل اللذين عُرفا
عنه , وكثيراً ما ينسى أو يتـناسى الإهانة ويعود إلى سابق عهده .
بين مقومات شخصية برج الأسد نجد حب التـنظيم والتـنسيق تارة والفوضى
والإهمال تارة أخرى , والميل إلى الثرثرة وإلى معرفة ما يدور بين الناس
من أحاديث وأقوال . هذا الإنسان تـتسلط عليه أحياناً فكرة معينة فلا
يعود يستطيع التحرر منها . تتجاذبه الحيوية والكسل في آن واحد , ولكنه
يعرف كيف يوزع أوقاته بين الجد واللعب دون أن تـتشابك الحالتان
فتـُعرقلا سير حياته .
إنه بكل تأكيد صديق ودود مخلص وعلى أتم استعداد لإسعاف المظلومين
والمحتاجين . وهو يقف دائماً إلى جانب الحق حتى بالنسبة إلى أعدائه .
حيويته خلاقة وقلبه من الذهب النقي تماماً كخلقه . ما يُزعج الآخرين
بعض الشيء كبرياؤه وعزة نفسه اللتين لا حدود لهما . اعتداده بنفسه
يُـثير السخرية في بعض الأحيان لكن مهابته وشجاعته تكفلان له الاحترام
والتـقدير , يكفي أنه أكثر الناس تحسساً بالواجب وأقلهم تهرباً من
المسؤولية .
وباختصار يمكن القول أن أكثر ما يميز هذا الإنسان المتفائل ذا الأحلام
الوردية من سواه هو تأجج العاطفة لا بالنسبة إلى الأشخاص فحسب بل
بالنسبة إلى الحياة نفسها أيضاُ .
الطفل الأسد :
عندما ينال طفل برج الأسد ما يبتغي يُصبح بحق ابن الشمس والمرح والسرور
. وعندما تـُسد في وجهه السُبـُل ينزوي بصمت وغضب أو يحتج بالزئير
العالي . ليس من الصعب التكهن برغباته لأن كل ما فيه يُشير إلى سعيه
لهدف واحد هو تبوأ مكان الصدارة وشغل دور الزعيم المطلق . هل هذا دليل
على الغرور والعظمة ؟ نعم , بكل تأكيد ! لكنها طبيعة متأصلة فيه وخارجة
عن إرادته . ولهذا السبب لا يستحق من ذويه القسوة أو السخرية . إن أكثر
ما يُؤذي طفل برج الأسد سوء المعاملة وخصوصاً أمام الغرباء . يُصاب
عندئذٍ بجرح بليغ لا يلتئم بسهولة . حبذا لو يمتـنع أهله عن ردعه
وتوبيخه ويستعيضوا منهما بالتوجيه القائم على المحبة والتفهم .
يـُخلق مع هذا الطفل دافع طبيعي يدفعه نحو القمة ويُرافقه لحسن الحظ
شعوره بالحق والعدالة وعدم اللؤم أو الخبث . فمن كان على هذه الشاكلة
يستحق أن تـُنمّى فيه روح الزعامة شرط ألا ينساق مع الأنانية وحب الذات
, وأن يمنح الآخرين فرصة الوصول أيضاً .
على كل حال وسواء أنميت تلك الظاهرة أم لم تـُنمّ يشغل الطفل دور الملك
منذ ولادته . تراه يتحكم في والديه وأشقائه وشقيقاته والأقارب
والأصدقاء كما لو كان فعلاً صاحب عرش وصولجان . فهو تارة يمتهن التمثيل
بقصد لفت الانتباه , وطوراً يكسل ويترفع تاركاً لسواه مجال خدمته
ورعايته . وهنا يُصبح التدخل واجباً قبل أن تتأصل فيه تلك العادة
فينقلب فيما بعد إلى إنسان جبار متسلط . يجب أن يُعوّد منذ تلك المرحلة
احترام شعور الآخرين وحقوقهم وذلك من خلال منهج تربوي صارم وقائم على
المحبة في آن واحد .
هنا نوعان من الطفولة عند مواليد برج الأسد : النوع الأول مرح منفتح
كريم , والنوع الثاني هادئ خجول لا بطبعه بل نتيجة حتمية لسوء تصرف
الأهل وعدم تفهمهم . وهذا النوع الأخير يحتاج إلى رعاية خاصة تحول دون
انقلاب الطفل إلى إنسان بالغ مكبوت الشعور سلبي التفكير .
يُحب طفل برج الأسد الألعاب التي يـُعتمد فيها على عنصر الحظ كما يـُحب
لعبة العساكر المعروفة ويحتفظ منها بمجموعات مختلفة من الجنود . أما
الفتاة فتهوى الملابس الجميلة , وتتصرف بلياقة وتهذيب , وتـنشد
المسؤولية وتأبى القيام بالأعمال المنزلية الوضيعة كتنظيف الحمام مثلاً
.
يبدو الطفل – الأسد في المدرسة أكثر جرأة وحيوية واندفاعاً من سواه .
وهو كريم , يمد رفاقه بالمال وينفق على نفسه الكثير . ذكي دون ريب
ولكنه مُعرّض للكسل والإهمال بين الفترة والأخرى . إذا تسلـّح أستاذه
بالصبر جعل منه تلميذاً من أنجح التلامذة . هو على كل حال محبوب من
معلميه بسبب طيبة قلبه ودفء ابتسامته . ثم إنه يُمارس من حين إلى آخر
دور المعلم , فيشرح لزملائه الدروس ويفرض عليهم النظام . يُضاف إلى هذا
أنه يحب الحفلات والاختلاط وإطاعة الأوامر المشوبة بالرفق واللين ,
لكنه يرفض الرضوخ للشدة ويقابلها بالتمرد في بعض الأحيان .
أخيراً يتظاهر هذا الطفل بالشجاعة لكنه يخشى أموراً كثيرة يرفض
التــصريح بها . والحقيقة أنه أحوج الأطفال إلى حنان الأم وحدبها ,
وخصوصاً في المساء عندما يحين موعد نومه
.