السياحة تحت رحمة اللحظات الأخيرة
تداعيات
الأزمة المالية والاقتصادية فى العالم، خيمت آثارها السلبية على أجواء
بورصة برلين للسياحة 2009، حالة من القلق سيطرت على كبرى الشركات العالمية
والفنادق الكبرى، الكل فى حالة ترقب وانتظار، وخوف من بكرة، والكل يحاول
ويفاوض ويتكلم.. لتخفيف الآثار السلبية، 123 وزيرا ومسئولا سياسيا من دول
العالم من بينهم زهير جرانة وزير السياحة وعمرو العزبى رئيس هيئة تنشيط
السياحة، حاولوا وتفاوضوا لتظل التدفقات السياحية مستمرة، حتى يستمر العمل
ولا يتوقف، ولكن الشركات الكبرى التى ترسل السياح كلها رفضت توقيع عقود مع
الشركات المصرية، انتظارا للحظة الأخيرة، ويقولون: لماذا أدفع مثلا 40
يورو فى اليوم، بينما يمكن دفع 10 يورو فقط الأسبوع القادم؟! وأصبحت
السياحة تحت رحمة اللحظات الأخيرة!!! وكان زهير جرانة وزير السياحة
والسفير المصرى فى برلين رمزى عز الدين وعمرو العزبى رئيس هيئة تنشيط
السياحة قد افتتحوا الجناح المصرى الذى أقيم على طابقين على مساحة 588 م
صمم على طريقة معبد فرعونى يضم قاعات تشبه ساحات المعابد، وتمثال لأبو
الهول، ويشارك فى الجناح المصرى 30 فندقا و28 شركة سياحية، بالإضافة إلى
عدد من الشركات والفنادق التى شاركت خارج الجناح، وارتفعت أعداد المشاركين
فى المعرض إلى 11 ألف عارض من 180 دولة، يمثلون العاملين فى صناعة السياحة
والطيران وكافة الصناعات المرتبطة بصناعة السفر والسياحة، والتقى زهير
جرانة بكبرى الشركات المنظمة للرحلات فى السوق الألمانية منها شركات
«OFTRESEN» و«Longwood» و«Tui» و«Tuiag» و«Hishway Trhe» و«Royal Horiday»
وغيرها من الشركات الكبرى المصدرة للسياحة إلى مصر، وخلال لقاءات جرانة
معهم أكد على أن مصر كحكومة حريصة على دعم شركائها فى الخارج خلال الفترة
القادمة، رغم أن العام الحالى يشهد صعوبات بالغة وأكد للشركات الألمانية
على أنه منذ لقائه بهم منذ شهرين فى فرانكفورت والوزارة تتخذ إجراءات
جديدة وحوافز لدعم السوق الألمانية سواء بالنسبة للحملات التسويقية
المشتركة أو تمديد القواعد الحاكمة للطيران العارض أو تكثيف الحملات
الإعلانية والدعائية فى السوق. ومن جانبها أكدت غالبية الشركات الألمانية
على أن المقصد السياحى المصرى يعتبر أفضل حالا من مقاصد أخرى منافسة فى
نفس المنطقة، وأنه يتمتع بمميزات تنافسية عديدة باعتباره الأكثر جذبا
للسائح الألمانى من حيث امتلاكه للمقومات الأثرية والمناخية التى تجعله
أحد المزارات السياحية الأولى فى العالم، بالإضافة إلى كونه مقصداً قريباً
ومناسباً فى أسعاره، وأن الحجوزات إلى مصر تشهد تأثرا كبيرا وذلك حتى
نهاية شهر أبريل القادم وأن أغلب السياح يفضلون الحجز فى اللحظات الأخيرة
للحصول على أفضل سعر. وتأتى أهمية السوق الألمانية بالنسبة للسياحة
المصرية حيث يأتى فى المركز الثانى فى قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى
مصر من حيث أعداد السائحين 2,1 مليون سائح بعد السوق الروسية التى تأتى فى
المرتبة الأولى، كما أن السوق الألمانية حققت فى عام 2008 زيادة فى أعداد
السياح 7,10% كما تصدرت ألمانيا عدد الليالى السياحية فى مصر بـ14 مليون
ليلة سياحية بزيادة 7,25% مقارنة بعام 2007، ورغم أن هناك انخفاضا فى
السياحة الوافدة إلى مصر خلال شهر يناير وفبراير 2009 بنسبة 12%، إلا أن
الانخفاض من السوق الألمانية لم يتعدَّ الـ8,3% فقط، مما يؤكد ثقة
المستهلك الألمانى فى السوق المصرية، والسائح الألمانى يتميز بالحيوية
والديناميكية مما ستمكنه من تجاوز الأزمة فى وقت أقل بكثير من الأسواق
الأخرى. لهذا طالبت الشركات الألمانية عدة طلبات لاستمرار التدفق السياحى
الألمانى على مصر ومنها استمرار الدعم التسويقى والحملات الترويجية،
وتخفيض رسوم هبوط الطائرات ومنح الشركات التى تنظم رحلات جوية إلى مصر
تخفيضا قدره 50% لفترة زمنية يمكن أن تكون عاما وفى مطارات محددة، ووعدهم
جرانة باستمرار العمل ببرامج تحفيز الطيران العارض، وأنه سيتم تعديل صيغة
مطار مرسى علم، لتصبح مثل برامج طابا وأسوان والعلمين وشرم الشيخ. وأعربت
الشركات الألمانية عن قلقها البالغ إزاء حجوزات فترة الصيف، وخاصة شهرى
يوليو وأغسطس، حيث ينخفض الطلب على السفر خلال هذين الشهرين فى الظروف
الطبيعية لكونها مرتبطة بعدة أشياء منها أنها فترة الإجازات العائلية مما
يؤدى لارتفاع التكلفة، وأيضا السائح الألمانى يفضل السفر فى هذه الفترة.
وعقب لقائه بالشركات عقد جرانة مؤتمراً صحفيا مع ممثلى أهم وسائل الإعلام
الألمانى «صحافة وتليفزيون» وفى بداية المؤتمر طلب جرانة الوقوف دقيقة
حداداً على أرواح التلاميذ الألمان الذين أطلق عليهم مختل عقليا الرصاص فى
مدينة شتوتجارت الألمانية، وأشار إلى أن مصر مهتمة جدا خلال فترة الأزمة
بإعادة ترتيب البيت من الداخل فيما يتعلق بضرورة تكثيف البرامج التدريبية
للعاملين فى القطاع السياحى خلال المرحلة القادمة والالتزام بتقديم أفضل
الخدمات وتحسين الجودة لرفع جودة الخدمة السياحية المقدمة، ووجه الشكر
لـ«Klws hoeple» رئيس اتحاد وكالات السفر والسياحة الألمانى للتعاون
الوثيق بين الاتحاد والقطاع الخاص السياحى المصرى فى جميع المجالات
المرتبطة بحركة السياحة فى السوق الألمانية
.